بناتُ الحي
ألا يا بنات الحي إني متيمٌ
وروحي بها فرطٌ من العشق قد نزلْ
ولي بينكم خلٌ أرومُ لوصلهِ
فقلبيَ كم نادى عليهِ وكم سألْ
له سكنٌ في مهجتي قد أحلّها
وعقلي وفي كل الحواس له محلْ
ألا فاخبروا خلِّي بأني أُحبهُ
هو النبضُ والإحساسُ والحلمُ والأملْ
وقولوا له إني المعنّى بحبهِ
على حبهِ باقٍ على العهدِ لم أزلْ
وقصدي لقاهُ والتهنّي بقربهِ
أمتع نفسي قبل أن يأتي الأجلْ
أتوقُ لهُ والشوقُ أجّجَ مهجتي
ووجدي عظيمٌ ثقلهُ مثلما الجبلْ
ولي ولهُ في الحب شأنٌ وسمعةٌ
وحبي لهُ في الناس يُحكى بهِ المثلْ
جميلٌ يفوق الغيدَ حسناً ونورهُ
ينوب ضياءَ البدرِ إن غاب أو أفلْ
جُننتُ بهِ لمّا رنا لي بطرفهِ
فهزّت كياني رهبة العين والمقلْ
وفي وصلهِ سعدي وفرحي وبهجتي
فكم هزني شوقي إلى خدهِ الأسلْ
لأقطفَ من طيب الخدودِ ورودها
وألثمُ من أطيابها الشهدَ والعسلْ
ليهدأَ خفاقي ويرتاح خاطري
أيا فاتني قد شاقني الضمُّ والقبلْ
ألا باركوا لي يا رفاقي وهنئوا
فؤاداً بلقيا خلِّهِ اليوم قد حفلْ
أيا ربُّ فامنحني المحبةَ والتقى
وكن أنتَ حسبي من جوى العشقِ كم أذلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق