الجمعة، 20 يوليو 2018

قلوبُ العذارى



قلوب العذارى

أتتني الطبيبةُ هلّت عليّا
وقالت أراك عبوس المحيّا

فهل احتسيتَ من الخمر
كأساً
فصرتَ تقولُ كلاماً هذيّا

تخاطب بالشعر معشوقةً
فأسبلتَ دمعيَ من مقلتيّا

أثرتَ شجوني وحركت
شوقي
تمنيت لو أنني كنت هيّا

أشرتُ بطرفيَ أرنو إليها
وقلتُ لقد قلتِ شيئاً فريّا

فلم أشرب الخمر طيلة عمري
أعيش الحياةَ زكياً تقيّا

ثملتُ بكاس الجوى والنوى
وفارقَ قلبيَ خلاً صفيّا

فقلبي أليمٌ وخلي طبيبٌ
وفيه شفا ودواء الحميّا

فقالت حنانيك فضلاً تمهل
قليلاً ستلقى دواك لديّا

فآوت إليّ لتلمس خدي
وجسَّت بنبضي وضمت يديّا

وقالت مصاباً بحمى أثارت
بقلبك وجداً وشوقاً قويّا

سأحقنها رشفةً بلساني
أكررها بكرةً وعشيّا

على غفلـةٍ حضرت فجأةً
وما دار قـد سمعته الثريّا

بوجه مـلاكٍ بـدى حالهـا
فجنت وغـارت وثارت عليّا

وعيناها بالدمع قد سيَّلتْ
وأسقت في الخد ورداً بهيّا

وهبت تقول بصوتٍ حنونٍ
(دعي شأنـه وكليه إليّا)

(أنا بارتشاف الحرارة أولى
وما اعتاد فوهُ سوى شفتيّا)

أنـا داؤه وانا طبه
ولست لما رام مني عصيّا

سأوليك يامهجتي بحناني
وعش أبد الدهر عيشاً هنيّا

عهدتك شهماً وخلاً حنوناً
كريماً عظيماً محباً وفيّا

دع الشعر خوفي من
الشاعراتِ
ومن كيدهن تصير غويّا

صحيحٌ بأنك للشعر نجمٌ
وفي الشعر نلت مكانا عليّا

ومن ذا يجاريك هيهات من
يماثل بدراً ونجماً مضيّا

بليغٌ لسانك في نظمه
يخرِّج شهداً لذيذاً شهيّا

ولكن حذار قلوب العذارى
تصيد بحرفك قلبا زكياّ

أرى الشعر في الحب أكذوبةً
يصدقها من يكون غبيّا

مسجلةً في كتاب قويمٍ
ويوم الحساب يصير شقيّا

فما فادَ عنتر أشعاره
وجُنَّ وقد كان صباًّ ندياّ

ولوأن ليلى به زُوِّجت
لما قال شعراً لها غزليّا

ولكنه صُدَّ في حبها
ومات لها عاشقاً مبتليّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مارأيك في مدوناتي