أتانيَ شاكيا
وإلهام شعري قد أتانيَ شاكيا
وأيقظ إحساسي وفجّر ما بيا
وخلّى حواسي كلها في تشوُّقٍ
إلى وصلِ من أهواهُ طال انتظاريا
حبيبٌ نأى عني وطالَ بعادهُ
وعلْمُهُ قد أضحى عن القلب خافيا
أبادلهُ النجوى فيرتاحُ خاطري
وطيفهُ يأتيني بليلي مناجيا
ألا يا حبيبَ القلبِ عُدْ لي فإنني
من البعدِ مأقى العين ما زال باكيا
وإن فرّق البينُ اللعينُ بحكمهِ
علينا فليس الهجر يا صاح شافيا
مريضٌ أنا قد زادني الهجر لوعةً
وغيرك لم ألقَ الطبيبَ المداويا
دوائيَ في قلبٍ أهيمُ بحبهِ
ومن قبلةٍ في الخدِّ ألقى دوائيا
وهمسٌ ولمسٌ وارتشافٌ وضمةٌ
لصدرك تنسيني السنينَ الخواليا
وأُنسٌ وإيناسٌ ونشوة مغرمٍ
لشهدك يا فتّانُ كن ليَ ساقيا
وزدني حناناً كي تزولَ صبابتي
وحرّ الجوى من مهجتي وفؤاديا
حنينٌ بقلبي قد أثار لواعجي
إليك فخفِّفْ يا حبيبُ اشتياقيا
وأطفىءْ حنيني وانتزعْ نارَ لوعتي
وأخمدْ لهيباً في الجوانحِ عاتيا
مقرُّكَ في روحي وسُكناكَ مهجتي
وأصبحت في وسط الجوانح ثاويا
أُحبك حباً كم يليقُ بعاشقٍ
لإسمك طولَ الدهرِ يبقى مناديا
أحبك حتى لو يطول بنا النّوى
أظنك بعد البُعدِ والهجرِ آتيا
فدع عنك هذا التيهَ وارحمْ متيماً
وصِلهُ أيا من صرتَ للروحِ واليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق